Thursday, December 14, 2006

مملكة الجنة


أُدخلت إلى غرفة واسعة جداً
خالية تماماً إلا من الحياة
قيل لي: تلك هي الجنة
ثم اعطوني فرشاة رسم وألوان
قبل أن يتركوني وحيداً

تساءلت: هل هذه هي الجنة التي لطالما حلمت بها؟
هل هذه هي مُشتهي أيامي؟

أين الأشجار التي تتكلم؟
والزهور التي تضيء في الليل؟
وأين النهر البلوري؟
هل يمكنني أن أمشي على الماء؟
ثم أين الشمس الزرقاء التي لا تغيب؟
وأين الملائكة التي تحملك قبل أن تسقط؟

وبعد ألف ومائة عام من التساؤل
شعرت بالملل
فتذكرت فرشاة الرسم والألوان
وبدأت في الرسم

رسمت أول ما رسمت
أحلام الطفولة
فرسمت بحر، كرة
وكعكات أمي اللذيذة
رسمت أبي الذي افتقده بشدة

بعد ذلك قررت أن أرسم أمنياتي البسيطة
فرسمت نهر وجسر خشبي صغير
رسمت مطر ومظلة
ولكنني عدت
!!فمحوت المظلة

ثم رسمت رغباتي النقية
فلونت حائط بأكمله باللون الأبيض

وأخيراً فكرت أن أرسم أفكاري المرتفعة إلى السماء
فرسمت الله يضمني إلى صدره
بالرغم من ثيابي المتسخة

وعندما تعبت من الرسم
جلست في وسط الغرفة
ونظرت من حولي
!!فكانت المفاجأةّّ
وكانت جنتي
يومها، أيقنت أن مملكة الجنة
هي من صنع أيدينا
هي أحلامنا ونحن صغار
هي أمنياتنا البسيطة
رغباتنا النقية
وهي أفكارنا المرتفعة إلى السماء

7 comments:

bluestone said...

من اجمل ما قرأت مؤخرا
ياله من تفسير لصورة الجنة ..

أحقا جنة الانسان هي احلام طفولته
وامنياته

هي رغبات روحه الشفافة قبل ان تطالها الوان العالم
ان كانت هذه هي جنة الانسان فهذا يدعني اتساءل عن جحيمه؟؟

كتبت بلغة رائعة .. رقيقة وناعمة وعميقة

تحياتي من اجمل ما قرأت مؤخرا
ياله من تفسير لصورة الجنة ..

أحقا جنة الانسان هي احلام طفولته
وامنياته

هي رغبات روحه الشفافة قبل ان تطالها الوان العالم
ان كانت هذه هي جنة الانسان فهذا يدعني اتساءل عن جحيمه؟؟

كتبت بلغة رائعة .. رقيقة وناعمة وعميقة

تحياتي

Fadi George said...

شكراً على التعليق اللطيف
أما الجحيم

هو ببساطة
أن يختار الإنسان أن يرفض الحياة

هل هناك من يرفض الحياة؟

ليس من الضروري ان يكون الجحيم ناراً
ربما شيء أبسط

ربما مثل شخص
يعشق القاذورات والكلمات البذيئة
وفجأة يدخل إلى حفل موسيقية بالأوبرا
ولا يستطيع ان يمكث
فيختار ان يخرج منها

هذا هو الجحيم
أن يختار الإنسان ان يخرج من الحياة
ولكن السؤال المهم

هل يخرج من امام رحمة الله
لو كنت في حياة أخرى
لقلت لك انه لا يوجد هناك جحيم

لأن الله غفور رحيم
أكثر مما نتخيل

Lasto-adri *Blue* said...

رسمت مطر ومظلة
ولكنني عدت
!!فمحوت المظلة



ياه.... محوت المظلة


هل هناك من يرفض الحياة؟
فى كتير بيرفضوا الحياة ليس لشئ غير انها مرحلة
transiant
زى ما بنطلق علي الكهرباء
مرحلة عابرة،


عارف.. مش عارفة اوصل فكرتى ازاى.. بس اوقات وانا فى الامتحان بمل منه لفكرة انه امتحان مجبرة انى اكمله للآخر، ونتيجته تفرض عليا تبعات أخرى
أحيانا بفكر بنفس المنطق للحياة

مش رافضة الحياة.. ولا رافضة متاعها
انما رافضة انها عابرة.. فترة قصيرة يقاس عليها أشياء أخرى، ويقرر بناء على أداءك حياة من نوع آخر

أوقات بفكر... ليه؟
لما سألت والدى ووالدتى قالوا لاننا خلقنا للعبادة، وعمير الأرض
انما لسا بفكر... ليه؟


الجنة والجحيم غيبيات، مطالبة انى أؤمن بها ايا كان نوعها او شكلها... ماليش اعتراض عليهم فى حقيقة الأمر
يطلعوا زى ما يطلعوا
اعتراضى الأساسى..... ليه؟


آسفة للاطالة.. بس اتمنى تكون فهمت وجهة نظرى
:)

Fadi George said...

لست ادري

يمكن اللي بتحسيه
لأنه في حاجات في حياتنا اتعلمناها بطريقة يمكن مش مظبوطة
ساعات حتى الأديان مش قادة توصلها لنا
بطريقة مناسبة
المهم بطريقة أو بآخرى

فهمنا ان الحياة دي مرحلة فيها ألم وتعب وشقاء لكن بعدين هانروح الجنة

فهمنا انه الله واقف في السما بيراقبنا زي مراقب الامتحانات وواقفلنا على الغلطة

فهمنا اننا مجبرين على الحياة وان الله بيطلب منا بس العبادة

ونسينا
أن الحياة هي الحياة مش فترة انتقالية واللي مش هايقدر دلوقتي يعيشها بكل معناها مش هايقدر يعيش الجنة

نسينا ان الله غفور ورحيم وبيتغاضى عن خطايانا بل وبيحبنا بالرغم منها

نسينا ان الله بيطلب منا العبادة و السعادة وانه خلقنا علشان نشترك معاه في الفرح وانه كل رغبته انه نكون في السعادة ونكون في الحرية

وعلى رأي محمد منير
الحب حرية والقلب لو يتقتل
أبداً مالوش دية

Lasto-adri *Blue* said...

اعذرنى يا زارا
لسا ما وجدتش فى ردك اجابة عن سؤالى
كل دا ليه؟

bluestone said...

زارا
لا ارى ان الجحيم هو ان ترفض الحياة

ارى الجحيم هو تعيش حياة ما مجبرة
ان تسير على خطوط رسمت مسبقا
ثم يلقنوك انك دائما مصير
انك ولدت لتكون كآخرين

ذلك جحيما لا يطاق
ان تكون كآخرين
مجرد رقم ان محاه احد
لن يتأثر الكون كثيرا


ارى ان الجنة حالة
والجحيم حالة
والحاضر هو تلك المنطقة ما بين الحالتين

للانسان قدرة على خلق جحيمه وجنته
بل وخلق آلهته ..
أليس هذا ما فعلناه
رسمنا آلهتنا وعبدناها
ثم رسم البعض جنته تضج بما حرم منه

ونحن ابعد ما نكون عن الحقيقة
وهي فقاعة نسبية ضخمة هي الاخرى

Anonymous said...

ذرادشت، فكرتنى بفيلم لروبين ويليام "What Dreams May Come" فهو يتناول نفس الفكرة.

لست أدرى، لما تعرفى الاجابة عل السؤال السرمدى اللى فشل الأنبياء فى اجابته "ليه عايشيين؟" ابقى قوليلى. إبعتيلى ميل، ماشى :) بس يا ريت تلحقينى قبل ما أموت يعنى بعد عمر قصير أو طويل (مش هتفرق).

لكن مدوريش عن الاجابة فى الخارج، إسألى نفسك ليه بتزرعى بزرة وردة فى الطين عشان تتطلع بعد كده وردة جميلة تعانى العطش أحياناً وتعانى استنشاق الهواء الملوث أحياناً آخرى. ليه بنقطفها عشان نحطها فى زهرية جميلة فى البيت رغم إننا عارفين إنها ماتت لما قطفناها