ملاحظة: هذه القصة مسنوحاة من الواقع، لكن الأسماء وبعض الأحداث ليس لها أي علاقة بالواقع
الفصل الثاني
لم تكن العلاقة بينهما مثل أي علاقة حب بين شخصين. كانت أشبه بعلاقات الحب عند آلهة الإغريق قديماً. كانا معاً ينشدان شيئاً ما في العمق، ليس له اسم بعد. حتى إنك تخال عندما تراهما متعانقين، أنهما يصليان سوياً ترنيمة جديدة على مذبح عشتاروت
كانت فرح في تلك الفترة تتألم بشدة، متذكرة بين الحين والأخر "يسري". كان يسري إنسان مختلف، إنسان يحمل في قلبه من الحنان مالا يتوفر عند سكان مدينة بأكملها. قال لها ذات يوم وهو يمرر أصابعه بين خصلات شعرها الحالكة السواد
أحبك -
أنت تعلم إني أحبك -
تعالي معي، حان الوقت لأمضي من ههنا -
صمتت، صمتت ليوم،لعام، لأربعة أعوام. لم يكن لديها أي سبب لترفض، ولكنها رفضت وكأنها تسمرت في مكانها، وتسمرت معها كل أحلامها وضحكاتها. يومها بكت حتى الفجر، أما هو فاجتاز البحر السابع وحده
نعم كانت تنمو في عملها وعلاقاتها، ولكنها شعرت أنها فقدت جزءً من جسدها، جزءً من روحها. في أحد الأيام سألتها إحدى صديقاتها.. هل يجلب الحب معه الألم؟ أما هي فجاوبتها في صمت وهي تحاول أن تخفي عينين مبللتين وكأنهما فتاتان صغيرتان خرجتا لتوهما من النهر
وجدت في زياد شخصاً يفهمها، يعرفها في العمق. شخصاُ تستطيع أن تقرأ أمامه كل حياتها دون خوف أو اضطراب، شخصاً تحكي أمامه خاصة قصتها مع يسري. أما زياد فكان يستقي من خمرة الحب. ولقد تغيرت صلاته عند الفجر، فلم يعد يقول لله أنا أحبك، بل أصبح يصلي مبتسماً: أنا محبوب
مضت علاقتهما مسرعة، وكلما مرّ الوقت، كلما ازدادت صفاءً ونضجاً. إلى أن أتى يوماً ليس كبقية الأيام... جلست على الأرض، واحتضنت ركبتيها بين يديها. ابتسمت ابتسامة النهار، عندما رأته خارجاً من غرفته. لم تكن عيناه في ذاك اليوم كما في كل يوم... فابتسم هو أيضاً وقال لها وهو يرتدي ملابسه
أريد أن أحدثك عن الغد –
أنت الغد والمطر –
أنا لا أمزح –
ولا أنا أيضاً –
اتسعت ابتسامته فزادت من تلك التجاعيد عند طرفي عينيه... وقال بصوت يأتي من الأعماق وهو يجلس بجوارها على الأرض: أريد أن أخذك إلى الغد، أريد أن أحملك إلى أماكن لم تطأها قدم بعد، حبك يغيرني،يشفيني،يُكبرني، يطلقني ويحررني، حبك يجعلنى آرى كل شيء جديداً... حبك يغفر كل ذنوبي. الآن فقط فهمت، أن بمقدور الإنسان أن يتغير فقط إذا وجد آخر يحبه كما هو
تحدث في ذلك اليوم كما يتحدث شعاع من أشعة الشمس وُلد جديداً ووجد طريقه إلى الأرض، أو كعصفور صغير في اول يوم طيران، حين سمعا طرقٌ على الباب
فُتح الباب فتدفق عدد من رجال الشرطة داخل شقته الصغيرة المكونة من غرفتين صغيرتين. لم تصدر عن أحدهم كلمة، فقط قاموا بتفتيش الشقة، وسط صياح زياد المتزايد الذي كان يتساءل عما يحدث، وأخيراً قال له أحدهم وكان يبدو أنه رئيسهم
من فضلك تعال معنا بهدوء –
إلى أين ولماذا؟ -
ستعلم فيما بعد –
مضى الوقت بسرعة، وفرح تقف في مكانها كأنها شجرة قذفتها ألف قذيفة وقذيفة. لم يلتفت إليها أحد. أخذوا زياد وأخذوا معهم شعاعاً لم يصل أبداً إلى الأرض، وعصفورا صغيراً خرج ولم يعد إلى العش مرة أخرى
الفصل الثاني
لم تكن العلاقة بينهما مثل أي علاقة حب بين شخصين. كانت أشبه بعلاقات الحب عند آلهة الإغريق قديماً. كانا معاً ينشدان شيئاً ما في العمق، ليس له اسم بعد. حتى إنك تخال عندما تراهما متعانقين، أنهما يصليان سوياً ترنيمة جديدة على مذبح عشتاروت
كانت فرح في تلك الفترة تتألم بشدة، متذكرة بين الحين والأخر "يسري". كان يسري إنسان مختلف، إنسان يحمل في قلبه من الحنان مالا يتوفر عند سكان مدينة بأكملها. قال لها ذات يوم وهو يمرر أصابعه بين خصلات شعرها الحالكة السواد
أحبك -
أنت تعلم إني أحبك -
تعالي معي، حان الوقت لأمضي من ههنا -
صمتت، صمتت ليوم،لعام، لأربعة أعوام. لم يكن لديها أي سبب لترفض، ولكنها رفضت وكأنها تسمرت في مكانها، وتسمرت معها كل أحلامها وضحكاتها. يومها بكت حتى الفجر، أما هو فاجتاز البحر السابع وحده
نعم كانت تنمو في عملها وعلاقاتها، ولكنها شعرت أنها فقدت جزءً من جسدها، جزءً من روحها. في أحد الأيام سألتها إحدى صديقاتها.. هل يجلب الحب معه الألم؟ أما هي فجاوبتها في صمت وهي تحاول أن تخفي عينين مبللتين وكأنهما فتاتان صغيرتان خرجتا لتوهما من النهر
وجدت في زياد شخصاً يفهمها، يعرفها في العمق. شخصاُ تستطيع أن تقرأ أمامه كل حياتها دون خوف أو اضطراب، شخصاً تحكي أمامه خاصة قصتها مع يسري. أما زياد فكان يستقي من خمرة الحب. ولقد تغيرت صلاته عند الفجر، فلم يعد يقول لله أنا أحبك، بل أصبح يصلي مبتسماً: أنا محبوب
مضت علاقتهما مسرعة، وكلما مرّ الوقت، كلما ازدادت صفاءً ونضجاً. إلى أن أتى يوماً ليس كبقية الأيام... جلست على الأرض، واحتضنت ركبتيها بين يديها. ابتسمت ابتسامة النهار، عندما رأته خارجاً من غرفته. لم تكن عيناه في ذاك اليوم كما في كل يوم... فابتسم هو أيضاً وقال لها وهو يرتدي ملابسه
أريد أن أحدثك عن الغد –
أنت الغد والمطر –
أنا لا أمزح –
ولا أنا أيضاً –
اتسعت ابتسامته فزادت من تلك التجاعيد عند طرفي عينيه... وقال بصوت يأتي من الأعماق وهو يجلس بجوارها على الأرض: أريد أن أخذك إلى الغد، أريد أن أحملك إلى أماكن لم تطأها قدم بعد، حبك يغيرني،يشفيني،يُكبرني، يطلقني ويحررني، حبك يجعلنى آرى كل شيء جديداً... حبك يغفر كل ذنوبي. الآن فقط فهمت، أن بمقدور الإنسان أن يتغير فقط إذا وجد آخر يحبه كما هو
تحدث في ذلك اليوم كما يتحدث شعاع من أشعة الشمس وُلد جديداً ووجد طريقه إلى الأرض، أو كعصفور صغير في اول يوم طيران، حين سمعا طرقٌ على الباب
فُتح الباب فتدفق عدد من رجال الشرطة داخل شقته الصغيرة المكونة من غرفتين صغيرتين. لم تصدر عن أحدهم كلمة، فقط قاموا بتفتيش الشقة، وسط صياح زياد المتزايد الذي كان يتساءل عما يحدث، وأخيراً قال له أحدهم وكان يبدو أنه رئيسهم
من فضلك تعال معنا بهدوء –
إلى أين ولماذا؟ -
ستعلم فيما بعد –
مضى الوقت بسرعة، وفرح تقف في مكانها كأنها شجرة قذفتها ألف قذيفة وقذيفة. لم يلتفت إليها أحد. أخذوا زياد وأخذوا معهم شعاعاً لم يصل أبداً إلى الأرض، وعصفورا صغيراً خرج ولم يعد إلى العش مرة أخرى
2 comments:
كلامك حلو أوي
اعتقد انة فى الوقت ذاك التفت ذياد لفرح بكل اسا كمن انتزعوا من احضانة الحلم ماقبل الاخير.فى رعب من ان تصدق روياتهم عنة. ولكن فى الطريق للمجهول قال فى نفسة وان كنت انا ذاك المدان اعرف فرح جيدا لا لن تنفك عن حبى وان فعلت قتلتها مرات ومرات.انها لسوف تهتم بيا الان اكثر مما مضى.لسوف تطيل الان من انحناءها المملوء عطرا.. فليحيا السجن فى الوقت الحاضر
Post a Comment