بدأ الحديث ولم يكن مثل حديث كل ليلة
حين بدأ المقعد الخلفي الكلام وقال: " لقد تعبت ! لا اريد أن ابقى بعد اليوم في الخلف
التفتت إليه بقية الكراسي في تعجب
ولكنه نظر في اعينهم وتابع قائلاً : " نعم تعبت. لقد ضقت بأن أكون دائماً في الخلف . كم وددت لو ان أحدكم ينظر إليَّ . ولكنكم دائماً تنظرون للأمام . أنا أراكم جميعكم ولكن ترى من يراني. قال هذا بنبرة حزينة أدمعت أعين البعض وأثارت تعجب الآخرين
ثم تمالك نفسه وقال بنبرة تبدو قوية ولكنها ليست بقوية. " اليوم سأترك المكان الخلفي. اليوم سأمضي للأمام" وحاول جاهداً أن يلملم أجزائه ويحملها للآمام ونجح فعلاً في خلع بعض القيود ولكن اول ضوء كان قد حضر وحضر معه إبراهيم الذي هاله أن يجد المقعد الخلفي مكسوراً وأعتقد أن أحد اللصوص قد خرب حافلته
وبحركات اعتيادية باردة نزع المقعد الخلفي وألقاه خارج الحافلة
فقالت الكثير من المقاعد في نفسها: هذا الأحمق القى بنفسه في أمواج لا يعرف مداها
أما المقعد الخلفي فابتسم ابتسامة النهار ونظر إلى الحافلة وقال
حين بدأ المقعد الخلفي الكلام وقال: " لقد تعبت ! لا اريد أن ابقى بعد اليوم في الخلف
التفتت إليه بقية الكراسي في تعجب
ولكنه نظر في اعينهم وتابع قائلاً : " نعم تعبت. لقد ضقت بأن أكون دائماً في الخلف . كم وددت لو ان أحدكم ينظر إليَّ . ولكنكم دائماً تنظرون للأمام . أنا أراكم جميعكم ولكن ترى من يراني. قال هذا بنبرة حزينة أدمعت أعين البعض وأثارت تعجب الآخرين
ثم تمالك نفسه وقال بنبرة تبدو قوية ولكنها ليست بقوية. " اليوم سأترك المكان الخلفي. اليوم سأمضي للأمام" وحاول جاهداً أن يلملم أجزائه ويحملها للآمام ونجح فعلاً في خلع بعض القيود ولكن اول ضوء كان قد حضر وحضر معه إبراهيم الذي هاله أن يجد المقعد الخلفي مكسوراً وأعتقد أن أحد اللصوص قد خرب حافلته
وبحركات اعتيادية باردة نزع المقعد الخلفي وألقاه خارج الحافلة
فقالت الكثير من المقاعد في نفسها: هذا الأحمق القى بنفسه في أمواج لا يعرف مداها
أما المقعد الخلفي فابتسم ابتسامة النهار ونظر إلى الحافلة وقال
الأن تستطيعون جميعكم أن تنظروا في عيني مقعداً حراً طليقاً
وليس مقعد خلفيّ
6 comments:
رائعة أيها النبى
الحرية أنشودة الجميع
لكن الشئ الملح على حاليا....
لم يصير الكرسى، كرسى بعد الآن
هل حق الحرية يقابله فرض التخلى عن هوية ما؟
عندي أحساس أنه مكانش عنده القدرة أنه يقفز لوحدة من الحافلة، كل التصرفات آلي كان بيعملها ده عشان حد يرميه بره ويأخد حريته...لأن قرار القفز من الحافلة كان أصعب بكتير من أنه يقدر يأخده لوحده.
س}ال لست أدري عجبني جداً، أحياناً بحس أن أحنا بنتخيل أن هويتنا هي آلي مقيدنا، وعشان كده دائماً ثمن حرية الأول هو التخلي عن هويتنا، بعد كده بنلاقي نفسنا أنتمنا لهوية جديدة وبتبدء هي كمان تقيدنا عشان أحنا لسة مش أحرار، الحر من وجهة نظري هو الشخص آلي بينجح يكون حر أمام الهوية آلي بيختار أنه ينتمي لها.
في الحقيقة انا نفسي مش عارف ردة فعلي تجاه اللي عمله الكرسي
مممكن يكون اللي عمله صح او غلط
هو أصلاً ماكنش في البداية بيفكر في الحرية أو في حاجات كبيرة
كان إنسان بسيط بيحلم ان التانيين يبصوا في عينيه
أصعب احساس انك تحس انه ماحدش بيبص في عينيك ، انك على جانب الطريق
لكن فجأة أخدته الظروف صوب الحرية والانطلاق
لكن السؤال المهم اللي عايز اطرحه معاكم عن الهوية: هو هل الهوية دي حاجة بناخدها من بره و لا بناخدها من جوانا؟ بتهيألي الحقيقة موجودة في الداخل
eye بيقول حاجة مهمة
اللي بيختار ينتمي ليها
يعني لازم ادور على هويتي جوايا ، ادور عن اكتر شيئ بيفجر في طاقاتي وامكانياتي
واختار هويتي بنفسي والا لو هويتي مفروضة عليّ إيه اهميتها؟
واختار هويتي بنفسي والا لو هويتي مفروضة عليّ إيه اهميتها؟
الهوية قضية ازلية بالنسبة لى
يمكن انا فى الأصل لستُ أدرى لانى لستُ أدرى من اكون وليه هنا..
فى القديم كتبت محاولة عابثة اسمها "تعارف".... ورغم اختلاف الصياغة لو حاولت اعادة كتابتها، الا انى ماظنيش ح يكون اختلاف الفكرة عميق
لست أدري لو فعلاً بتهمك الفكرة باحب افكر فيها أكتر معاكي
في أخر مقالتك " تعارف" بتقولي كلمة مهمة قوي " أنا واحدة"
فعلاً انت واحدة وأنا واحد
بيتهيألي لما الله خلق كل إنسان زرع في كل واحد منا كنز خاص بيه
وعلشان كده كل واحد مننا صار إنسان فريد ومتميز في نظر الله
كل واحد فينا مهما كنا نشبه بعض في الشكل واللون والديانة..لكن في العمق في شيء بيميزني ، في شيء بيميزك
ومن هنا لازم اسأل نفسي من انا؟ وإلى اين اذهب؟ والجواب على الاسئلة دي هو اللي بيعطي معنى لحياتي وهو اللي بيوجه الحياة
واكتر واكتر ، هويتي هي إني أسأل نفسي : أنا فين بالاقي نفسي؟ أنا فين باكون فرحان؟ وايه الشيء اللي ممكن يخرج الكنز اللي جوايا؟ وفي ناس كتير بيعيشوا كل حياتهم من غير مايسألوا الاسئلة دي ويفضل الكنز مدفون جواهم ، وهو ده الجحيم
وناس بيكتشفوا معنى حياتهم لما يكتشفوا هويتهم والكنز اللي بداخلهم ، وهي دي جنتهم
الكلام ده بيفكرني بحديث قدسي باحبه قوي "كنت كنزاً مخفياً فأردت ان أعرف" حتى الله بيحب يعرفنا على الكنز اللي جواه او بالأحرى هو الكنز
أسف على طول الكلام
لفت نظري انه فقد تعريفه الاول وهو ما كان يعرف به نفسه وهو هويته المعلنة للاخرين ولنفسه
فهو لم يعد الكرسي الخلفي
امام الاخرين وامام نفسه
واعتقد ان تلك هي المخاطرة الاصعب
في محاولة التغيير الجذري او البحث عن الحرية المطلقة ان يفقد المرء نفسه التي يعرفها والتي قرر على أساس تلك العرفة ان يثور على حالها
ويبدأ في استكشاف أخرى
في طريقه للحرية قد يحقق معجزة
وقد لا يعجب بما قد يجده او بمن قد يقابله
Post a Comment