Thursday, November 02, 2006

الآن فقط علمت لماذا حاولوا قتله مرتين!! 3

لطالما لمستم بأنفسكم حبي الحياة والسرور بها
كيف لا وهي من خلق الرحمن؟ خلقها الله وملأها بالعبر والأفراح
ولذلك أحبها، أحب الوانها وأصواتها، وليلها ونهارها
ومسراتها وآلامها، وإقبالها وأدبارها
وما الشر إلا عجز مرضي عن إدراك الخير في بعض جوانبه الخافية
لذلك أقول لكم إن حب الحياة نصف العبادة وحب الآخرة نصفها الآخر
معذرة يا سادة فإني أحب الحياة، بل أحب نفسي
لا كذات تتعلق بي، ولكن كفلذة من قلب البشرية
ونبض من الحياة
زقاق المدق – نجيب محفوظ

الآن فقط علمت لماذا حاولوا قتله مرتين!! مرة عندما منعوا نشر رواية "أولاد حارتنا" وهي من أروع وأعمق ما كتب محفوظ، ومرة عندما طعنوه بكسين في رقبته!! حاولوا قتله لأنه كان نبي يبشر بالحياة، يتمرد على التسلط والظلم والعبودية... حاولوا قتله لأنهم لا يريدون لأحد أن يحب الحياة.. حاولوا قتله مثلما يقتلون الملايين كل يوم في مدينتنا.. عندما تسمع عبارة " لدينا الآلاف المستعدين لتفجير أنفسهم".. عندما يعذبونهم في أقسام الشرطة ويهتكون اعراضهم... عندما ترتدي الفتاة ذات الأعوام الخمسة خِماراً يخنق كل أحلام الطفولة... عندما يقول الكاهن للجدة أن تلبس حفيدتها التي لم تكمل عامها الثاني ملابس اكثر حشمة عند دخولها الكنيسة... عندما... ولكن أليس من يريدون أن يقتلوا الحياة فينا هم أيضاً ضحايا الفقر والتعب واليأس؟؟ هم ضحايا لأشخاص استغلوهم لتحقيق مكاسب شخصية على حساب أرواحهم البريئة... ألم يعدوهم بالجنة بعد أن يفجروا انفسهم؟! ولم يدروا أن الجنة هنا والآن... نعم الجنة هنا والآن فلا تتخلوا عنها، لا تبحثوا بعيداً.. هي أقرب مما تتصورون. لا تدعوهم يقتلوا فيكم حب الحياة. بل بالآحرى كونوا أنتم كمحفوظ انبياء يبشرون بالحياة لمن فقدوا معنى حياتهم.. كونوا انتم في قلب الحياة، قلب الحياة

1 comment:

Anonymous said...

يظهر أن النبي فعلاً خرج من صمته. كلام قوي وحقيقي وحي. في أنتظار المزيد.