Thursday, November 30, 2006

يوم عانقت الريح أول ضوء - 1

حملت معها حقائب من تذكارات وضحكات ودموع وأوراق الخريف، واتجهت صوب الغد، مثل راية من رايات الحرب قررت آلا ترجع أبداً إلى الوراء. وفي الجهة الآخرى من البحر، جلست تحت شجرة صنوبر ورفعت رأسها فلم ترى إلا البحر في الأفق البعيد، وهبت ريح خفيفة فحملت معها رائحة البحر وخصلات من شعرها الأسود الطويل وذكريات من زمن ليس ببعيد ولكنه بدا في تلك اللحظة كآلاف السنين. شعرت برعشة تنتاب جسدها النحيف، ثم فتحت يدها ببطء فكشفت عن قطعة ذهبية على هيئة شمس صغيرة، لمعت بين يديها، ولمعت معها عيناها كما تلمع مصابيح الطرقات عندما يعانقها المطر

دخل زياد إلى المكتب، وابتسامة خجولة ترقص على شفتيه العريضتين وترقص معها الورود الملونة التي تزين قميصه. كان له عينان ملونتان بلون البحر بالرغم من ملامحه الشرقية، وكانا أشبه ببئرين عميقين لا تنضب مياههما. كان زياد شاباً في الثلاثينات من عمره، قوي البنية، طويلاً، بسيطاً ولكنه كان مضيئاً كأول ضوء حين يولد من قلب الليل. كان خجولاً وثائراً في الوقت ذاته، مزيجاً من صمت الشرق، وتمرد الغرب. يحلم بحياة لاتعني بدقات الساعات ولا بمرض الطاعة. حياة، حيث تستطيع أن ترقص روحه متعانقة مع أفكار قلبه الدفينة. كان مبتسماً ولكنه كان أيضاً مطرزاً بالجروح. بعض أصدقائه كانوا يرونه غريب الأطوار، أما هو فكان يرى الحياة غريبة الأطوار وقاسية، ولكنه لم يفقد أبداً تلك الضحكة التي كانت تزيد من التجاعيد عند طرفي عينيه

أما فرح فكانت ريحاً خفيفة ونسيماً، سمراء، نحيفة، في نهاية العقد الثاني من عمرها. في تلك الفترة كانت تشعر بالوحدة. في أحد الأيام أخبرت إحدى صديقاتها إنها أصبحت بقايا إنسان جميل! كانت فرحة لمن لا يعرف الفرح، وضحكة لم يضحكها أحد، ولكن جرحاً عميقاً هزّ أعماقها بشدة وأجل ضحكتها إلى حين

إنني أفتش عن عمل... قال زياد في خجل. أما هي فلم تجاوبه ولم تنبس بكلمة. شعرت في تلك اللحظة أنها تعرفه من قبل أن تولد، وأن ثمة ما يجعلها مرتبكة أمام عينيه. لم تستطع يوماً أن تصف ذلك اللقاء الأول. حاولت كثيراً ولكن من دون جدوى

مضت الأيام مسرعة، وذات يوم دخل إلى المكتب ثائراً بسبب مشكلة بالعمل، أخذ يدور بالمكان قبل أن يتوجه إليها صارخاً "لا أحد يهتم بالآخرين، يجب أن يحمل كل شخص همومه وحده، أليس هذا صحيحاً؟" فجاوبته في هدوء "لا، يمكننا أن نحمل أحمالنا سويا"!! صدمته إجابتها، اعتقد إنها ستجاريه في الحديث وستلعن معه الآخر والآخرين ولكن كلماتها هدأت من روعه، فنظر في عينيها وقال في قلبه.. لتحيا الحياة

خرجا لأول مرة بمفردهما، بكى كثيراً، أخبرها انه في الماضي كان عندما يضحك، يضحك الهواء من حوله. أحبته أكثر من أي شيء. عادت إلى البيت وهي تتمتم...
حبيتك متل ما حدا حب
ولا بيوم راح بيحب
عادت إلى البيت، تسابق سعادتها... أدركت أن السماء ستضحك لها من جديد، ونسيت أن حياتنا مزيج من بعض ضحكاتنا وبعض دموعنا!!

Sunday, November 26, 2006

ترقبوا.. يوم عانقت الريح أول ضوء

قصة قصيرة
يوم عانقت الريح أول ضوء
أجمل قصة في الوجود

Saturday, November 25, 2006

المنسي

بدأ الحديث ولم يكن مثل حديث كل ليلة
حين بدأ المقعد الخلفي الكلام وقال: " لقد تعبت ! لا اريد أن ابقى بعد اليوم في الخلف
التفتت إليه بقية الكراسي في تعجب
ولكنه نظر في اعينهم وتابع قائلاً : " نعم تعبت. لقد ضقت بأن أكون دائماً في الخلف . كم وددت لو ان أحدكم ينظر إليَّ . ولكنكم دائماً تنظرون للأمام . أنا أراكم جميعكم ولكن ترى من يراني. قال هذا بنبرة حزينة أدمعت أعين البعض وأثارت تعجب الآخرين
ثم تمالك نفسه وقال بنبرة تبدو قوية ولكنها ليست بقوية. " اليوم سأترك المكان الخلفي. اليوم سأمضي للأمام" وحاول جاهداً أن يلملم أجزائه ويحملها للآمام ونجح فعلاً في خلع بعض القيود ولكن اول ضوء كان قد حضر وحضر معه إبراهيم الذي هاله أن يجد المقعد الخلفي مكسوراً وأعتقد أن أحد اللصوص قد خرب حافلته
وبحركات اعتيادية باردة نزع المقعد الخلفي وألقاه خارج الحافلة
فقالت الكثير من المقاعد في نفسها: هذا الأحمق القى بنفسه في أمواج لا يعرف مداها
أما المقعد الخلفي فابتسم ابتسامة النهار ونظر إلى الحافلة وقال
الأن تستطيعون جميعكم أن تنظروا في عيني مقعداً حراً طليقاً
وليس مقعد خلفيّ

Saturday, November 18, 2006

الحلم

تقولون ان أحلامكم هي غايتكم ومواطن نشوتكم
أما أنا فأقول لكم، إنكم صرتم عبيداً لأحلامكم
تقولون أن أحلامكم هي رغباتكم المجنحة
أما أنا فأقول لكم ، إنها غيوم وأمطار صيفية
تقولون أن الأحلام .. أما أنا فأقول لكم
احلموا
ولكن لا يغيب عن قلوبكم انكم مولودون في حلم آخر
احلموا
ولكن لا تتركوا أحلامك تأمركم كملكة غبية في مملكة الأغبياء
احلموا
ولكن لتكن لكم أحلامكم سفينة تعبر بكم الحياة
لتكن أحلامكم..ولتكونوا أنتم أحراراً تجاه أحلامكم
لا تخافوا
إن العصفور في غمرة حلمه بالعش، يعرف في قلبه أن الأمطار ستهطل وسيذوب الحلم
ولكنه يعرف أيضاً أنه يستطيع أن يزين الأشجار مرة أخرى بألف وألف حلم
لو كنت في حياة آخرى لقلت لكم كل هذا، ولكنكم لا تطيقون سماعي
فأنتم تحبون أحلامكم التي تقيدكم

Monday, November 13, 2006

Smile

Smile, though your heart is aching ابتسم..وان كان قلبك يتألم
Smile ,even though it’s breaking ابتسم..حتى وان كان قد بدأ بالانهيار
When there are clouds in the sky إذا كانت سماؤك ملبدة بالغيوم
You’ll get by...if you smile إذا ً ابتسمت
With your fear and sorrow حينها ستتمكن من اجتياز كل الحزن والخوف
Smile, and maybe tomorrow ابتسم فربما تجد في الغد
You’ll find that life is still ..worthwhile أن الحياة لاتزال جديرة بالاهتمام

If you just . . . إذا فقط

Light up your face with gladness دع السرور يشرق على وجهك
Hide every trace of sadness أخفِ أي أثر للحزن
Although a tear may be ever so near ورغم أن الدمعة قد تكون قريبة جدا
That’s the time you must keep trying فإنه هذا هو الوقت المناسب للاستمرار بالمحاولة
Smile , what’s the use of crying ابتسم فما نفع البكاء
You’ll find that life is still ..worthwhile وستجد أن الحياة لاتزال جديرة بالاهتمام

If you just . . . اذا فقط

Smile, though your heart is aching ابتسم..وان كان قلبك يتألم
Smile ,even though it’s breaking ابتسم..حتى وان كان يتداعى
When there are clouds in the sky إذا كانت سماؤك ملبدة بالغيوم
You’ll get by...if you smile فإنك ستتمكن من تجاوز كل شيء
Through your fear and sorrow إذا ما ابتسمت عبر الخوف والحزن
Smile and maybe tomorrow ابتسم فربما تجد في الغد
You’ll find that life is still ..worthwhile ان الحياة لاتزال تستحق المحاولة

If you just smile فقط إذا ابتسمت

That’s the time you must keep trying فهذا هو الوقت المناسب للاستمرار بالمحاولة
Smile , what’s the use of crying ابتسم فما نفع البكاء
You’ll find that life is still ..worthwhile وستجد أن الحياة لاتزال جديرة بالاهتمام


مايكل جاكسون

Friday, November 10, 2006

الاختيار


اؤمن انه ستأتي أوقاتً صعبة
اؤمن انه ستأتي أيامٌ أريد أن أتراجع
اؤمن أني لست أنسب الأشخاص على الاطلاق
و اؤمن انه ليس لديَّ الكثير لأعدك به
بالرغم من ذلك، اخترني يارب
اؤمن أني أريد أن أختارك كل يوم ، كلي رجاء .. كلي ثقة .. كلي إيمان

Thursday, November 09, 2006

ما هو الأصعب؟

ما هو الأصعب من أن يبيع الإنسان نفسه مرة؟

Thursday, November 02, 2006

الآن فقط علمت لماذا حاولوا قتله مرتين!! 3

لطالما لمستم بأنفسكم حبي الحياة والسرور بها
كيف لا وهي من خلق الرحمن؟ خلقها الله وملأها بالعبر والأفراح
ولذلك أحبها، أحب الوانها وأصواتها، وليلها ونهارها
ومسراتها وآلامها، وإقبالها وأدبارها
وما الشر إلا عجز مرضي عن إدراك الخير في بعض جوانبه الخافية
لذلك أقول لكم إن حب الحياة نصف العبادة وحب الآخرة نصفها الآخر
معذرة يا سادة فإني أحب الحياة، بل أحب نفسي
لا كذات تتعلق بي، ولكن كفلذة من قلب البشرية
ونبض من الحياة
زقاق المدق – نجيب محفوظ

الآن فقط علمت لماذا حاولوا قتله مرتين!! مرة عندما منعوا نشر رواية "أولاد حارتنا" وهي من أروع وأعمق ما كتب محفوظ، ومرة عندما طعنوه بكسين في رقبته!! حاولوا قتله لأنه كان نبي يبشر بالحياة، يتمرد على التسلط والظلم والعبودية... حاولوا قتله لأنهم لا يريدون لأحد أن يحب الحياة.. حاولوا قتله مثلما يقتلون الملايين كل يوم في مدينتنا.. عندما تسمع عبارة " لدينا الآلاف المستعدين لتفجير أنفسهم".. عندما يعذبونهم في أقسام الشرطة ويهتكون اعراضهم... عندما ترتدي الفتاة ذات الأعوام الخمسة خِماراً يخنق كل أحلام الطفولة... عندما يقول الكاهن للجدة أن تلبس حفيدتها التي لم تكمل عامها الثاني ملابس اكثر حشمة عند دخولها الكنيسة... عندما... ولكن أليس من يريدون أن يقتلوا الحياة فينا هم أيضاً ضحايا الفقر والتعب واليأس؟؟ هم ضحايا لأشخاص استغلوهم لتحقيق مكاسب شخصية على حساب أرواحهم البريئة... ألم يعدوهم بالجنة بعد أن يفجروا انفسهم؟! ولم يدروا أن الجنة هنا والآن... نعم الجنة هنا والآن فلا تتخلوا عنها، لا تبحثوا بعيداً.. هي أقرب مما تتصورون. لا تدعوهم يقتلوا فيكم حب الحياة. بل بالآحرى كونوا أنتم كمحفوظ انبياء يبشرون بالحياة لمن فقدوا معنى حياتهم.. كونوا انتم في قلب الحياة، قلب الحياة