كان والدها في الستينات من عمره، ولكنه بدا أصغر بسبب ابتسامته الخجولة، وشعوره الدائم بالرضا والشكر. شعرت في الفترة الأخيرة أنه يشعر بها ويفهمها، وتعجبت كيف لم تدرك طوال تلك الفترة أنه الشخص المناسب لتلقي عنده أحمالها وصراعاتها
عشية يوم السبت، كانت تقرأ في غرفتها عندما فُتح الباب وظهر بابتسامته التي تبدد أي خوف
سأسافر غداً -
قال لها برقته المعهودة. أما هي فشردت قليلاً... كانت تريد أن تتحدث معه ولكنها أثرت أن تنتظر حتى يعود
عُد إلينا سالماً –
أجابت من دون أن تتحرك من مكانها. ابتسم. أغلق الباب خلفه، أما هي فتساءلت... لماذا لم أقبله؟ لماذا لم أودعه كما يجب؟ ماذا لو... ؟ قفزت من مكانها وانطلقت خلفه في الممر الطويل المؤدي إلى غرفة نومه... فجأة التفت خلفه فرآها
هل نسيت شيئاً –
.ارتبكت
لا كنت ذاهبة فقط... لأشرب –
تصبحي على خير –
وأنت أيضاً –
وفي الفجر أخذ القطار إلى الجنوب، ولكن ذلك القطار لم يعد أبداً إلى الشمال مرة أخرى
لم تكن تعرف أنها بإمكانها أن تواجه الموت بهذا القدر من السلام، وأن تنظر إليه كخبرة جديدة وأخيرة من خبرات الحياة. لم تكن تتخيل يوماً أنها ستفهم أن الموت هو الرقصة الأخيرة في المسابقة، وأن الروح تستطيع أخيراً أن تؤدي كل الحركات بسهولة وانسيابية، وتنهي رقصتها وهي تعانق الله إلى الأبد، وسط تصفيق الجماهير
فهمت أشياء كثيرة... انتظرت عودته من السفر... وبعد أيام طويلة، عندما لم يعد، بكت أخيراً. بكت على كلمات أرادت أن تضعها في أذنيه وفي صدره. بكت لأنها لم تستطع أن تودعه. بكت على الوقت الذي غافلها وسرق منها أبسط أمنياتها. أيقنت أن الإنسان يمكنه أن يجد الحياة فقط إذا عرف وقت خلاصه
بات الوقت هو شغلها الشاغل... بينما كان زياد يراقبها عن قرب. عرف أنه قد حان الوقت ليقدم ذبيحته على مذبح الحب. كان يعرف أنها لن تجد معنى حياتها إلا مع يسري. إذ أن معنى الحياة هو في سعادة الإنسان، وسعادة الإنسان هي أن يجد المكان الذي فيه يتفجر أجمل ما في داخله. كان زياد يعرف أن هذا المكان بالنسبة لفرح هو مع يسري
أخذها ذات يوم إلى النهر. قال لها
حان الوقت –
أنت تحبني –
حبي لا يطلب شيئاً –
أنت تحبني –
حبي يحررك... يطلقك... حبي يدفعك إلى الأمام –
أنت تحبني –
حبك علمني أنه في الحب لا نتوقف عن الحب
نظرت إليه طويلاً... أما هو فأبعد عينيه، ثم أخذ نفساً عميقاً وامسك بيدها ووضع فيها قطعة ذهبية صغيرة على هيئة شمس، ثم نظر إليها وقال بنبرة تبدو قوية ولكنها ليست قوية
سأساعدك لتجدي يسري –
أغلقت يدها، ونظرت مرة أخيرة إلى البحر بعينين مغرورقتين، ثم حملت حقائبها وذهبت إلى مسكن يسري. وفي الليلة الأولى من الشهر الأول... أخذت قلم وأوراق، وشرعت تكتب: يوم عانقت الريح أول ضوء
أما زياد فوقف عند الفجر على سطح البيت... كان يراقب أسراب الطيور وهي تبشر باقتراب النور، وقد تغيرت صلاته للمرة الخيرة. قال
عشية يوم السبت، كانت تقرأ في غرفتها عندما فُتح الباب وظهر بابتسامته التي تبدد أي خوف
سأسافر غداً -
قال لها برقته المعهودة. أما هي فشردت قليلاً... كانت تريد أن تتحدث معه ولكنها أثرت أن تنتظر حتى يعود
عُد إلينا سالماً –
أجابت من دون أن تتحرك من مكانها. ابتسم. أغلق الباب خلفه، أما هي فتساءلت... لماذا لم أقبله؟ لماذا لم أودعه كما يجب؟ ماذا لو... ؟ قفزت من مكانها وانطلقت خلفه في الممر الطويل المؤدي إلى غرفة نومه... فجأة التفت خلفه فرآها
هل نسيت شيئاً –
.ارتبكت
لا كنت ذاهبة فقط... لأشرب –
تصبحي على خير –
وأنت أيضاً –
وفي الفجر أخذ القطار إلى الجنوب، ولكن ذلك القطار لم يعد أبداً إلى الشمال مرة أخرى
لم تكن تعرف أنها بإمكانها أن تواجه الموت بهذا القدر من السلام، وأن تنظر إليه كخبرة جديدة وأخيرة من خبرات الحياة. لم تكن تتخيل يوماً أنها ستفهم أن الموت هو الرقصة الأخيرة في المسابقة، وأن الروح تستطيع أخيراً أن تؤدي كل الحركات بسهولة وانسيابية، وتنهي رقصتها وهي تعانق الله إلى الأبد، وسط تصفيق الجماهير
فهمت أشياء كثيرة... انتظرت عودته من السفر... وبعد أيام طويلة، عندما لم يعد، بكت أخيراً. بكت على كلمات أرادت أن تضعها في أذنيه وفي صدره. بكت لأنها لم تستطع أن تودعه. بكت على الوقت الذي غافلها وسرق منها أبسط أمنياتها. أيقنت أن الإنسان يمكنه أن يجد الحياة فقط إذا عرف وقت خلاصه
بات الوقت هو شغلها الشاغل... بينما كان زياد يراقبها عن قرب. عرف أنه قد حان الوقت ليقدم ذبيحته على مذبح الحب. كان يعرف أنها لن تجد معنى حياتها إلا مع يسري. إذ أن معنى الحياة هو في سعادة الإنسان، وسعادة الإنسان هي أن يجد المكان الذي فيه يتفجر أجمل ما في داخله. كان زياد يعرف أن هذا المكان بالنسبة لفرح هو مع يسري
أخذها ذات يوم إلى النهر. قال لها
حان الوقت –
أنت تحبني –
حبي لا يطلب شيئاً –
أنت تحبني –
حبي يحررك... يطلقك... حبي يدفعك إلى الأمام –
أنت تحبني –
حبك علمني أنه في الحب لا نتوقف عن الحب
نظرت إليه طويلاً... أما هو فأبعد عينيه، ثم أخذ نفساً عميقاً وامسك بيدها ووضع فيها قطعة ذهبية صغيرة على هيئة شمس، ثم نظر إليها وقال بنبرة تبدو قوية ولكنها ليست قوية
سأساعدك لتجدي يسري –
أغلقت يدها، ونظرت مرة أخيرة إلى البحر بعينين مغرورقتين، ثم حملت حقائبها وذهبت إلى مسكن يسري. وفي الليلة الأولى من الشهر الأول... أخذت قلم وأوراق، وشرعت تكتب: يوم عانقت الريح أول ضوء
أما زياد فوقف عند الفجر على سطح البيت... كان يراقب أسراب الطيور وهي تبشر باقتراب النور، وقد تغيرت صلاته للمرة الخيرة. قال
... أنا
... أنت
.خذ
...كل ما أعطيتني
.هو لك
حسبي فقط
... أنت
.خذ
...كل ما أعطيتني
.هو لك
حسبي فقط
أن أحب من خلال عينيك
تمت
6 comments:
لماذا الخاتمة :( ؟
لا أعتقد أن القصة انتهت وهى مستمرة إلى يومنا هذا .. فتكمل ولا بقى ليها عنوان جديد!!!
هناك تولد الحياة عندما ينتصر الحب فلا يعود للأنسان بكل ما لديه من أفكار، أرادة، خوف، رغبة...أن يقف أمام ذلك الحب الذي سكن قلبه، بل يسلم جناحيه لريح الحب فتقوده حيث يشاء الحب.
شكراً يا زراديشت على المشاركة، بالفعل كانت أجمل قصة في الوجود.
the story is amazing with lots of human confised feelings.I felt totally identified with this part talking about her relation with her father.I wrote similar thing in my bloh entitled "Notes of a Native Daughter" if u like to read it
interesting blog i will follow from now on,thansk for eyewitness who told me abt u :)
وللان مازال زياد يقف عند الفجر يراقب اسراب الطيور وهى تبشر باقتراب الريح . وفى كل مرة يشعر بالريح ولايراها. ياتى يسرى فى كل مرة ليقول لة جملة واحدة لا لا لن اتركك تستقر وتهدء فى الحب . ويرد زياد لك ماتشاء الان . اما فيما بعداعلم تماما اننى سوف استرد كل الحياة...اكاد اسمع زياد وهو يناجى فرح فى حزن..حبيبك يسرى قد امسكنى وربط جناحى ومنعنى من الطيران.الان يامن احببتك انا بعيدا عن حقول الهواء.فرح ايتها النفس الهائمة فى سمائها.انتى سعيدة باالامل وانا شقى باالحقيقة الواقعة.اخاف حبيبتى كل الخوف من ان تدور الايام دورتها. فيموت ويهرب من يدى ذاك القلب.الذى كان بحبة يوما مغتبطاْ.حبيبتى الان ماقتل حياتى ومزق شملها الا الامل
thanks my friends
thanks raghooda and welcome
i promise you that i'll read your post soon
أنا شخصياً مبسوط اني خلصت القصة
أولاً لأني كنت حاسس بعبء كبير إني اخلصها بالرغم من انشغالي الفظيع
وثانياً لأني قدرت أعبر فيها عن أفكار وقناعات أنا شخصياً بأمن فيها
على العموم يا اخناتون القصة لسه مانتهتش زي ما بتقول ومين عارف يمكن نرجع في يوم تاني في حياة تانية ونفتحها من جديد
لكن بالأخص باشكر زياد بطل القصة لأنه علمني حاجات كتير عن الحب، عن الصلاة ، وعن الوقوف على السطح عند الفجر
شكراً لكم جميعاً
الله معكم
أهداء من أول ضوء إلى الريح.
http://elgarag.blogspot.com/
Post a Comment